أمرينزو 3

تاريخ زراعة الشعر: بدايات وغرائب وثورة لا تتوقف

أصبحت زراعة الشعر من المجالات الثورية في طب الجمال بل أصبحت من أكثر عمليات التجميل طلبا بداية من زراعة شعر الرأس او شعر الحاجبين أو شعر اللحية بل هناك عمليات لزراعة شعر العانة، ومن شدة التنافس في هذا المجال قد ظهر في ثمانينيات القرن العشرين سوق سوداء لزراعة الشعر وكان مقره بالولايات المتحدة الأمريكية لكن هل تساءلنا عن تاريخ زراعة الشعر من البدايات حتى الاستنساخ الآن وزراعة الشعر عن طريق البلازما الغنية بالصفائح الدموية والإقتطاف والشريحة وغير ذلك.

تاريخ زراعة الشعر: البدايات

بدأن الحكاية على يد طبيب الماني وهو دايفين هايدرامين باخ في المانيا سنة 1822من وقد طرح أطروحة عن زراعة الشعر في الحيوانات وهذا الأمر كان مجرد أطروحة لكنه فتح الباب بعد ذلك للعديد من التساؤلات في العديد من الدول.

تأتي اليابان وبالتحديد في عام 1940م حيث طرح ورقة علمية عن إمكانية نقل الشعر من مكان في الجسم الى مكان آخر ولكن مع ظروف الحرب العالمية الثانية التي كان العالم وقتها على شفا إنهيار حضاري ولم يتم الانتباه بالشكل المناسب لهذه الأطروحة.

ثم في عام 1959م وبالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قام الدكتور نورمان اورنترك وهو طبيب للأمراض الجلدية، قام بوصف امكانية نقل الشعر من مكان لآخر مع احتفاظ الشعر بالخصائص الجينية وهو من طرح فكرة المناطق المانحة والتي تأتي في المقدمة فيها مؤخرة الرأس حيث لاحظ أن هذه المنطقة من الصعب ان يتساقط منها الشعر ، لذا يعتبر نورمان اورنترك هو الأب الأول لزراعة الشعر في العالم.

تاريخ زراعة الشعر: أفكار غريبة

بعد التأسيس لزراعة الشعر مبدئيا بدأت تظهر بعض الأفكار التي تأخذ شكل الغرابة مثل أن يتم قض طبقة من الجلد بما فيها من شعر وتوضع في المكان المُصاب بالصلع او تساقط الشعر، أو أن توضع بالونات طبية تحت جلد فروة الراس لزيادة مساحة الشعر الطبيعي بحيث ينتشر في فروة الرأس ولا أدري أي عقل هذا لكن كما الفنون جنون كذلك الطب، لكن كل ما سبق لم يكتب له النجاح وأثبت أنه شطحات علمية لا تجدي نفعا بل تؤدي الى مضاعفات خطيرة.

أما في الجهة المقابلة فقد دخلت اليابان في السباق عن طريقة زراعة الشعر الصناعي وهو ألياف من النايلون وقد اثبتت هذه العملية أنها تسبب العديد من الالتهابات كما أن الياف النايلون بدأت تتكسر في فروة الرأس تاركة ندوب كثيرة، لذا نجد العدد الأكبر من دول العالم تحرم زراعة الشعر الصناعي والمفارقة أنه على الرغم من تطور اليابان المذهل وما زالت تجري هذه العمليات حتى الآن.

زراعة الشعر: نقلات أكبر

وفي بداية الثمانيات بدأ عدد كبير من الاطباء محاولة تطوير زراعة الشعر وذلك عن طريق استخراج جذور الشعر من المناطق المانحة، وبدأ هذا الأمر يتطور حتى وصل الى الطعوم الصغيرة ومتناهية الصغر، وبدأت تظهر تقنية الشريحة في زراعة الشعر وهي تقنية تعتمد على أخذ شريحة هلالية من المنطقة المانحة ثم تفرز البصيلات عن طريق الطبيب والجهاز المعاون له وبعدها تفتح قنوات في المنطقة المصابة أو الصلعاء ويبدأ زرع البُصيلات فيها، والجدير بالذكر ـن هذه الطريقة هي أول الطرق التي من الممكن أن نطلق عليها هي النقلة النوعية الحقيقية في زراعة الشعر.

تقنية الإقتطاف

بعد ذلك بدأت تظهر تقنية زراعة الشعر عن طريق الإقتطاف وهي تقنية تثبت يوم بعد يوم أنها مناسبة وفعالة لأنها لا تعتمد على منطقة مانحة واحدة ككل التقنيات السابقة بل تقنية الإقتطاف تتيح أن تكون المنطقة المانحة من الصدر مثلا او أي مكان آخر وإن كانت تستدعي مهارة كافية من الطبيب والجهاز المعاون له وهي تقنية تعتمد على حصد البصيلات من المنطقة المانحة بطريقة يدوية من الطبيب أو عن طريق الروبوت وبعدها يتم فتح القنوات المستقبلة ليتم زراعة البُصيلات التي تم حصدها، والرائع في هذه الطريقة أنها لا تترك أي آثار سواء كانت ندوب أو آثار جراحية، ويوم بعد يوم تثبت هذه الطريقة مقدار فعاليتها.

البلازما الغنية بالصفائح الدموية

من تاريخ زراعة الشعر الذي ما زال مستمر وفي تطور هو زراعة الشعر عن طريق البلازما الغنية بالصفائح الدموية التي يتم استخلاصها من دم الشخص نفسه ثم تحقن في المنطقة المتوسطة من فروة الرأس ويتك زراعة الشعر بهذه الطريقة، وهي تقنية ثورية جدا ولا تستلزم الكثير من الوقت حيث لا تتجاوز جلسة الزراعة اكثر من 30 دقيقة.

في النهاية لا يتوقف تاريخ زراعة الشعر بل هو في تطور مستمر حيث هناك الآن أبحاث على قدم وساق من أجل استنساخ الشعر وإن كانت الأبحاث ما زالت في بدايتها لكنها تبشر بثورة جديدة في زراعة الشعر التي أصبحت من أكثر عمليات التجميل طلبا في العالم حيث يسعى الانسان للجمال بأشكال عديدة ويا حبذا لو يتم اختراع تقنيات لزراعة الأخلاق فربما تتوقف الحروب.